بيان من المعهد الوطني العالي للموسيقى
الكونسرفتوار يحتضن المؤسسات و”لا” لاستغلال المال العام
بناءً على ما ورد في صحيفة “النهار” الموقّرة بتاريخ 20 آب 2023، في زاوية “أسرار الآلهة” من كلام مغلوط ومسيء للمعهد الوطني العالي للموسيقى، يهم إدارة المعهد تبيان المغالطات المذكورة وتوضيح ما يلي:
أولاً: تنطلق إدارة المعهد الوطني العالي للموسيقى – الكونسرفتوار في جميع قراراتها، من ثابتة أولى وأخيرة هي الحفاظ على الدور الوطني للمعهد كونه المرجع الموسيقي الأول والمؤسسة الموسيقية الأكبر والأعرق. وبالتالي فإن الهدف من كل القرارات المتخذة هو الحفاظ على المصلحة العليا للمعهد وللمؤسسات الحكومية والوطنية، وذلك عملاً بالقوانين المنصوص عليها في نظام المعهد.
ثانياً: بناءً على ما تقدّم، أصدرت رئاسة المعهد المذكّرة، التي حُرّفت في النص المنشور في الصحيفة الغرّاء، والتي تقضي بأن يستحصل أي طالب في المعهد على موافقة مسبقة من الإدارة قبل الاشتراك في أي نشاط خارجه، وليس بمنع الطلاب من المشاركة في أنشطة خارجية، كما ورد في “أسرار الآلهة”، وذلك بطريقة التسريب الخبيث واعتماد صياغته بشكل “سرّ” من الأسرار الكبرى، ويؤكد على ذلك عدم نشره في مقال واضح وشفاف مبني على معطيات رسمية ومؤكدة، وكل ذلك بهدف التضليل وحرف الأنظار عن الارتكابات وانتهاكات قوانين المؤسسة، عبر استغلال الطلاب الذين يتكفّل المعهد بتعليمهم لسنوات طويلة وبكلفة باهظة توفرها الدولة كونه مرفقاً عاماً، لتأتي بعض الجهات وتقتنص هذه الفرصة عبر إشراك الطلاب بأنشطة خاصة، مستفيدةً مما تكبّدته الدولة عليهم بميزانية ضخمة مخصصة للتعليم، غير عابئة باستغلال الطلاب وهدر المال العام لمصالحها الخاصة ومنافعها الربحية.
ثالثاً: يهم الإدارة أن تؤكد على التزامها بقوانين المعهد وأنظمته، لذلك جاءت المذكّرة تطبيقاً للقانون ولاسيما النظام الداخلي الصادر في 25/10/1963، والمعدّل بموجب القرار رقم 34/1993 تاريخ 26/10/1993 والذي يرعى حقوق الطلاب وواجباتهم، وتحديداً ما ورد في الفصل السابع (المواد 77 حتى 85) وهو نظام ملزم لإدارة المعهد كما وللمنتسبين إليه من طلاب وهيئة تعليمية، وبخاصة حيال ما حصل في الفترة الأخيرة من تفلت وسوء “استغلال” لطلاب المعهد في أمور عديدة وحفلات علنية هدفت إلى الإضرار بسمعة المعهد، إدارةً وعاملين.
رابعاً: صدرت المذكّرة بعد إنذارات وتنبيهات ومحاولات للتوقف عن خرق قوانين المؤسسة، والمخالفات والارتكابات المهنية التي ضربت بعرض الحائط كل القوانين والأعراف والمبادئ الأخلاقية، عبر استغلال المال العام على طريقة “النّصب الثقافي”، بذريعة إشراك طلاب الموسيقى وبعض الأساتذة في أنشطة خارج المعهد تحت مسمّى “ماستر كلاس” أو أوركسترات أو جوقات، بما لا يمتّ بصلة للمستوى الأكاديمي المعتاد لطلاب المعهد، ومن جهات متعددة ومتنوعة وعلى مدى سنوات طويلة، كان آخرها مَن عمل على تسريب النص المنشور في صحيفة “النهار”. والهدف هو استغلال الطلاب لتقاضي الأموال على حسابهم، وذلك عبر التغرير بهم في ضائقة اقتصادية يعيشها كل اللبنانين.
خامساً: استخدام المؤسسة الوطنية وطلابها وأساتذتها بدون إذن أو اتفاقية مع المعهد للاستحصال على الأموال، من منظمات وجهات مانحة محلية ودولية، عبر إيهام هذه الجهات بأنهم يقومون بمهمات ثقافية، بينما صار معلوماً أن هذه “المهمات الثقافية” ليست سوى سطو مقنّع على المال العام عبر استغلال مقدرات مؤسساته الحكومية.
سادساً: وبناءً على ما أسلفنا، وعند انكشاف نواياهم وأفعالهم الخبيثة بعد صدور القرار، لجأوا إلى طرق ملتوية يستخدمها أي مرتكب للنفاد بفعلته والتلطّي خلف بعض المستفيدين والحاقدين وأعداء النزاهة والنجاح، وذلك عبر تحوير المذكرة في الإعلام وتحريف مضمونها.
سابعاً: هدف المذكرة الصادرة عن المعهد، لَجْم من سبّب بإصدارها، وكل من تسوّل له نفسه، باستغلال المصادر المالية للمؤسسات العامة، والذي، مع الأسف الشديد، صار عرفاً عند البعض في زمن ترهّل المؤسسات العامة بسبب غياب الدولة، وكأنه مال سائب يحق لأي كان السطو عليه.
ثامناً: لذلك، كان لا بدّ من إعادة تفعيل دور الكونسرفتوار الوطني، كمؤسسة تحتضن جميع المؤسسات الموسيقية وتدعمها، وفي الآن نفسه تمنع استغلال المعهد بالخفاء، وسرقة المال العام الذي يُصرف من قبل الدولة على طلاب المعهد بمبالغ طائلة.
تاسعاً: أتت المذكرة لقطع الطريق على كل الحملات المغرضة التي تطال المعهد الموسيقي بهدف تدميره وتشويه صورته وتاريخه، والتي تندرج ضمن حملات منظمة تستهدف كل المؤسسات الحكومية، وذلك لتفريغ الدولة وتجويف المؤسسات وصولاً إلى إنهاء الدولة والكيان اللبناني القائم على مؤسساته، والثقافية منها بشكل خاص، وذلك بمشاركة بعض ضعفاء النفوس.
عاشراً: تؤكد رئاسة المعهد الوطني وإدارته على سياسة مدّ اليد التي اعتمدتها منذ البداية، إلى كل المؤسسات الموسيقية اللبنانية وكذلك العربية والعالمية، التي تريد أن توقّع اتفاقيات مع المعهد بشكل مباشر، أو عبر أي نوع من التعاون البنّاء. وذلك حفاظاً على المستوى التعليمي للطلاب الذي تعمل الإدارة على رفعه والارتقاء به. وما كل هذه المحاولات والارتكابات سوى نوع من الإجهاز على المستوى الأكاديمي والإساءة إلى سمعة المعهد وطلابه.
حادي عشر: يعمل المعهد على إعادة الرونق والحضور لأوركسترات وكورالات الطلاب لتعمّ كل لبنان، عوضاً عن أن يؤسس طلاب المعهد أوركسترات وجوقات لمؤسسات خاصة ولجامعات على حساب الكونسرفتوار والمال العام الذي تخصصه الدولة لتعليمهم. كما تؤكد إدارة المعهد أن الكونسرفتوار نظم وينظم بالتعاون مع جهات دولية عديدة “ماستر كلاسز” مع أساتذة وخبراء موسيقى عالميين.
ثاني عشر: تربأ إدارة المعهد بجميع وسائل الإعلام الكريمة، والتي لطالما شكّلت صورة لبنان الحضارية، عدم نشر أي بيان أو منشور أو كلام يطال المعهد الوطني العالي للموسيقى قبل مراجعة المعنيين فيه، والتأكد من صحته، تفادياً لأي تحريف أو بلاغ كاذب أو تجنٍّ في غير مكانه. لأن المعهد الوطني يعتبر الوسائل الإعلامية شركاء معه في الحفاظ على المؤسسات واستعادة الألق للمشهد الثقافي اللبناني.