كتبت : ريهام مصطفى
دائمًا ما نسمع عن تلك المقارنة ، وكأن المطربون واقعون في فخ بين تحدي أن يكون مطرب محترف يستطيع الغناء بكل اللكنات ، وبين الرأي القائل أن المطرب يلجأ للغناء باللهجة المصرية لتحقيق الإنتشار ويلجأ للغناء باللكنة الخليجية لجنى الأموال ، وفي وسط تلك الحيرة تجد أن كل مطرب يحرص أن يجعل في ألبومه أغنية أو أكثر بلكنة غير لكنته الأم أو ع الأقل يحقق ذلك في واحدة من ألبوماته.
وانقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض حتى وصل الأمر بتصريح شديد اللهجة من الموسيقار “ملحم بركات” يقول فيه:” أن كل من يغني بغيرلهجته هو خائن لوطنه.”
وبعيداً عن حالة الجدل بين التأييد والمعارضة فنجد أن الجمهور يستمتع بأداء بعض المطربين لأغاني بلكنات مختلفة وكأنها تجربة تستثيراهتمام المشاهد لينجح فيها من ينجح ، ويخفق فيها من لم يستطيع ، وفي تقرير مبسط سنستعرض أهم المطربين الذين خاضوا التجربةوحطمت فيها أغانيهم مقاييس النجاح .
ولنبدأ بأحدث تجربة مع مطرب ب“البنط العريض” ،الذي طالما اعرضت قاعدته الجماهيرية بأداء أغاني مصرية، الجميل “حسين الجسمي “،ولا نستطيع ننسى نجاحاته في “بشرة خير“، و“ل ٦ الصبح” ،و“كأن الوقت في بعدك مبيمشيش” ،إلي جانب امتلاكه لكم أغاني وطنية مصريةقد لا يمتلكها غيره من مطربين أو مطربات مصريات.
وتأتى في المرتبة الثانية المطربة “نانسي عجرم“، التي طالما غنت بالمصري ولديها أرشيف حافل بالأغاني القومية التي تؤدي في المناسبات الرسمية ،مثل لو” سألتك إنت مصري” ، و “أغنية ع البركة“، و أغنية “خدوا بالكوا دي مصر” ، وأيضًا بجانب أغانيها اللبنانية والمصرية قدمت أغاني خليجية مثل “ياكثر” وأغنية “،وأسعد الله مساك“.
أما “ميريام فارس“، فقد انتقلت لاتقان اللكنة الخليجي حيث قدمت أغاني خليجية كثيرة منها أغنية ” مكانه وين“، والتي ذكرت إنها شكلت نقلة نوعية بمسيرتها الفنية بسبب نجاحها حتى الآن عند جمهور الخليج.
وفي جميع المراسم يفتخر النجم “وليد توفيق“، برصيده من الأغاني المصرية وقد رد علي إتهام ملحم بركات، بالخيانة لكل مطرب أدى أغنية بلكنة غير لكنة وطنه وقال:
“تعلمنا الغناء في مصر من أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب وحتى ملحم بركات فنان كبير ولحن أغاني مصرية كثيرة فلا داعي أن ننحدرإلى مستوى سيل من الاتهامات لا تجدي نفع” .
ومن يستطيع نسيان أغاني “وائل جسار“، باللهجة المصري ، ومنها أغاني في حب مصر مثل أغنية “بحبك يامصر”، و أغنية “مصر أجمل”، بخلاف أغانيه المصرية الرومانسية الرائعة وأغاني تترات مسلسلات مصرية.
ولا نستطيع أن نحجر التجربة على أحد، لذا سنتناول في التالي المطربين و المطربات المصريات الذين تغنوا بألوان من اللكنات العربيةالمختلفة.
ولعل أبرزهم “أنغام” ، التي تمتلك رصيد هائل من الأغاني الخليجية قد تصل لحد عمل ألبومات بالخليجي ، حيث كانت بدايتها مع الغناء بالخليجي في عام ٩٢ ، في ألبومها الذي احتوي علي ٦ أغاني خليجية وهم “عاتبني، حدود النظر ، وادان داني نانه، طول عمري ، أنت العالم ” ، ومن أغانيها الخليجية التي لاقت نجاحا جماهيريا هي ” راح نذكرني ، لا تهجي ، وين تروح يوجعونك”.
وقد أتقنت “شيرين” ، اللهجة اللبنانية في أغنية (يا بتفكر يا بتحس) ، وطرحت أغنية باللهجة الخليجية تحمل عنوان ” الحب خدعة ” ، كلمات الشاعر الامير عبد الرحمن بن مساعد ، ولحن صادق الشاعر ، وتوزيع وليد فايد.
وأما عن المطربين الرجال لم ينسوا حظهم من خوض التجربة مثل “خالد سليم ” ، في أغنيته الخليجية” لو تعرف”.
وأما عن “تامر حسني” ، فقد انخرط بتقديم ألوان متعددة من اللكنات، حيث مزج أكثر من لكنة في أغنية واحدة مثلما صار في أغنية “إنت معايا ” ، الذي مزج فيها اللهجة الجزائرية مع اللهجة المصرية، وقدمها مع الشاب خالد ، وأيضًا أغنية “بكل اللهجات ” عندما دمج اللهجة المغرب مع الشامي.
وفي النهاية قد يلجأ الفنان للغناء بلكنات مختلفة ليفتح لنفسه أسواق جديدة، ولا ننكر أنها تجربة فريدة ولون لم يتقنه الكل لأن معياره الوحيد هو مدى اقتناع الجمهور ورضاه عن ما قدم .