حوار: ريهام مصطفى
تنتظر دور العرض السينمائي الفيلم الجديد “قبل الأربعين” الذي كتبه السيناريست أحمد عثمان، الروائي المبدع وراءه مصمم محترف، فهو مهندس معماري اكتشف موهبته في الكتابة بالصدفة، وتحدث خلال حواره ل”فن شو” عن كواليس رحلته من الهندسة للكتابة، وروايته الجديدة التي يتشوق لطرحها، وكيفية إيجاد منطقة وسط بين عمله كمعماري وشغفه في الكتابة والكثير من التفاصيل خلال حواره ل”فن شو”:
قال الكاتب أحمد عثمان عن بداية دخوله عالم الفن:”أنا عشقي العمارة ،فالعمارة هي أم الفنون ، ومن صغري وأنا أحب التصميم المعماري ،وهدفي أن أكون مهندسا معماريا، فوالدي مهندس معماري أيضا، وكنت لا أتخيل دخولي في مجال السينما فهو مجال بعيد عن خريطة عقلي، درست الهندسة المعمارية بجامعة حلوان ، وتخرجت عام ٢٠٠٤ ،ثم سافر إلي فرنسا وأسست شركة خاصة بي في مجال دراستي وعدت عام ٢٠١٤ وفتحت فرعا للشركته في أم الدنيا مصر”.
وتابع “أحمد”:” كنت أدرس “جرافيكس” ،والبرامج التي لها علاقة بالمونتاج المعماري، بالصدفة البحتة عام ٢٠٠٤ في أحد المحاضرات تكلم المحاضر على طريقة كتابة السيناريو، وكان الأستاذ أيمن رأفت صديقي ووجدت عالم أخر لم أكن أعلم بوجوده ،وكانت المفاجأة عندما طلب من الحاضرين ومن بينهم أنا، فكرة إعلان مدته دقيقتين وعلينا أن نكتب سيناريو فيما لا يتجاوز الثلاث صفحات، فعدت له بعد مرور إسبوعا ب١٥٠ صفحة وشعرت أنني استمتعت”.
وأضاف “عثمان”: “ومن باب التجربة عملت مع المخرج الكبير إبراهيم الشقنقيري كمساعد مخرج ولكنني شعرت وقتها بصعوبة المعادلة إن لم أكن دارسا للمجال، خاصة كانت مصر وقتها في عصرها الذهبي في مجال العمل المتعلق بدراستي وهو هندسة المعمار”.
وعن سيناريو فيلم” قبل الأربعين “المنتظر عرضه قريبا قال أحمد عثمان :”كنت وقعت عقد عملين في الدراما، ولكن توقفوا لظروف إنتاجية، وجاءت لي رسالة طمأنينة من ربي فالشركة المنتجة لفيلم “قبل الأربعين” تواصلت معي رغم أنني ليس لدي أعمالا في السوق، وطلبوا مني كتابة حدوتة عن الرعب نفسي أو التوتر النفسي” .
واستطرد أحمد عثمان وقال:”أنا أحب الحكايات وكتابة الحواديت ، فأنا لا أشعر أنني أديب أنا مؤلف أنسج الحكايات، وأرى أن التأليف بشكل خاص يحتاج من الكاتب أن يكون أكثر نضجا وهذا لا يحدث إلا بمروره بخبرات عميقة أثقلت فكره وكونت عقيدته وأيدولوجيته لإنتاج قصص ذات معني وقيمة”.
وأشار “أحمد” إلى أن روايته ” لمسة مليكا” تدور فكرتها حول رسالتان رئيستان، الأولى قيمة الوقت الحالي الذي نعيشه ، والرسالة الثانية قيمة الاختيار الصحيح بحيث وضع أربع نماذج للنساء وهن : إمرأة ترمز للجمال ، وأخري ترمز للمال ، وإمرأة أخري ترمز للحسب ، وأخري ترمز للدين، ليشاهد القارئ صراع البطل باختياره الحسب ثم المال ثم الجمال فافتقد راحة البال”.
ولفت “عثمان” إلى أن هناك رابط بين كل أعماله مهما اختلفت أفكارهم الرئيسية وهي إيمانه بالعلامات التي تظهر لكل شخص فهو شخص يتبع قلبه، أما عن رواية” القديس” فكان يرى بطلها الفنان خالد النبوي، والفكرة الملهمة وراء كتابته لهذه الرواية هي صورة لأم مسيحية فقدت بناتها وهن يقومن بالصلاة في واحدة من حوداث انفجار الكنائس، ووقتها استنفرته فكرة الكتابة عن الضحايا الذين لم يموتوا وكيف سيعيشون وسطنا من جديد ويندمجوا في المجتمع وكيف نتعامل معهم”.
وعن اختيار أغلفة روايته قال أحمد عثمان:”أنا ديكتاتور في شغلي، ولكل رواية حالة خاصة، ولكن من أكثر الأغلفة التي تروق لي، غلاف “ل نوفيلا” وهو عبارة عن صورة لراقصة الفلامنجو، ورقصة الفلامنجو رقصة عربية أندلسية اخترعها عرب الأندلس من شدة الغضب من الظلم الواقع عليهم فكانوا يضربوا الأرض بقوة، ومقصود بها رقصة كل فلاح “منكو”، وهي من وجهة نظري دلالتها رمزية لتدل على القصة”.
واختتم أحمد عثمان حديثه وقال:” روايتي التي أتمنى طرحهاعام ٢٠٢٢م هي” الميعاد” وكان من المفترض أن تطرح العام الجاري ولكن طرحت رواية “٣١١٠”، أما في مجال العمارة فالجزء المتعلق بإدارة فرعي الشركة هو أكبر عائق لي في الكتابة، فالنجاحات التي حققتها من عام ٢٠١٤ لعام ٢٠١٦ في مجال العمارة لم أستطع تحقيقها بعد عام ٢٠١٦ بسبب الكتابة، أنا دفعت فاتورة صعبة ففي سبيل اشباع شغفي في الكتابة ضحيت بنجاح مهني ومادي ومعنوي، لكنها اختيارات وأتمنى في وقت قريب أن أصل لمعادلة أكثر سهولة في حياتي”.