الكاتب سليمان الكبيسي : دعونا نبني الأنبار ونعوض أهلها ونترك ماقبل الحرب وورائها
متابعة – ولاء مصطفى
ليس بالبعيد قبل 5 أعوام كانت اغلب مدن الأنبار تحت سيطرة الإرهاب، وأهلها يعيشون الذل والاهانة مابين مطرقة داعش وسندان الحكومة العراقية، فالأول استخدمهم كدروع بشرية ووضع عليهم الإقامة الجبرية تحت تهديد السلاح واما الأخير فمنع المهجرين والنازحين من العبور الى بغداد والمحافظات الجنوبية عبر جسر “بزيبز” معبر الذل والاهانة والذي كان يعتبر المنفذ الوحيد للهاربين من مناطق القصف والصدامات باتجاه العاصمة بغداد.
نحن في عام 2022 تمر السنة الخامسة على تحرير مدن الانبار من داعش، والمحافظة شهدت فيما مضى استقرارا امنيا وسياسيا، مما انعكس إيجابيا على إعادة تأهيل جميع البنى التحتية التي دمرتها العمليات العسكرية والارهابية آنذاك، وبدأت ملاحم الاعمار واضحة جدا على مدن الأنبار خاصة بما يتعلق بالطرق والجسور والدوائر والمؤسسات الحكومية والتربية والتعليم والمراكز الصحية والمستشفيات.
اليوم تتعالى الأصوات بجر الانبار الى صراع سياسي بين الأخ وأخيه، وكل ذلك بدوافع خارجية سياسية تريد للمحافظة وأهلها ان لا يعيشوا بأمن وسلام، تريد تلك الأطراف إعادة الأنبار الى المربع الأول، تريد المحافظة أن تصبح ساحة لتصفية الصراعات السياسية من اجل الحصول على مكاسب ومغانم على حساب أهالي المحافظة المنكوبين والمتضررين، لكن اهل الأنبار أصبحوا اليوم مدركين للمخاطر وما تؤول اليه تلك الايادي الخبيثة ولن يسمح أبناء هذه المحافظة بتكرار سيناريو سنوات الاحتلال والظلم والتهميش والاقصاء آنذاك.
يأمل الانبارين ان تنتهي الصراعات السياسية لتشكيل الحكومة العراقية وان يترك الجميع المصالح الشخصية وليكن العراق والعراقيين همم من خلال توفير بيئة ملامة للمواطن العراقي ليعيش بأمن واستقرار وكذلك تعويض المتضررين من العمليات العسكرية والارهابية وتوفير فرص عمل للخريجين والعاطلين وتوفير جميع احتياجات الشعب العراقي وتطلعاته ولنترك ماقبل الحرب مع داعش وما سببته الحرب بعدها فلم يعد العراقيين يتحملون المزيد من الخسائر فما مضى كان درسا موجعا ومؤلما لهم وليكن حب العراق وشعبه منطلقا لمشروع يحفظ كرامتهم.
سليمان الكبيسي هو ناشط مدني وكاتب ومستشار اعلامي عراقي عمل المستشار الإعلامي لمجلس محافظة الانبار، ومستشار اعلامي في مكتب محافظ الانبار، ومؤسس ومدير وكالة الرؤية العربية، ومدير ومؤسس وكالة الأنبار نيوز، وعضو نقابة الصحفيين العراقيين.