Timeless Beauty… هل يتخلى عالم الموضة عن الهوس بالكمال؟
منذ البداية، علق في أذهاننا أن معايير الجمال راسخة ومحددة لا يمكن زعزعتها، كل شيء يدور حول أمر واحد فقط، وهو الكمال، يقوم عالم الموضة على محاولة إدراك هذا الكمال، وهو ما يجعل منه مجال يصعب اختراقه على أي شخص، وبالتحديد الأشخاص الذين لا يندرجون تحت هذه المعايير العالية، ولكن مع الانتقادات التي أصبحت توجه لعالم الأضواء والأزياء، ومع تواجد مواقع التواصل الاجتماعي، ربما حان الوقت لإعادة تعريف الجمال.
وفي محاولة لإدراك التغير الذي بدأ يعرف طريقه إلى هذا العالم المحاط بأسوار عالية، يأخذنا الفيلم الوثائقي Timeless Beauty للمخرج البلغاري ديان بروشيف في رحلة إلى داخل عالم الموضة، من خلال مقابلات مع أهم الشخصيات العاملة بالمجال في ثلاث مدن مختلفة، أولها باريس، عاصمة الموضة، ولندن وبكين.
يلتقي فيلم Timeless Beauty مع الممثلين الجدد الذين يغيرون القوانين ويكشفون عن جمالاً فريداً لا يمحوه الزمان. العارضات الكبار اللوات يتمتعن بشعبية كبيرة في بيوت الأزياء الكبرى، ينضم إليهن مجموعة من العارضات غير التقليديات في نقاش عن التنوع. تحكي تلك البطلات قصصهن وأحلامهن.
تطرح العارضات سؤالًا مهمًا، هل مع التقدم في العمر لا يصبح أمام الإنسان خيارًا سوى الاختفاء؟، أم أن الجمال الحقيقي يقوم على تفرد كل شخص؟ هل أصبح من الممكن تطبيق كل تلك الافتراضات الخيالية عن الجمال الحقيقي بشكل لا يجعلها خيالية بعد الآن؟ ربما بتغيير الهدف من عالم الموضة إلى التنوع ومحاولة تقبل تفرد كل شخص بدلًا من السعي إلى الوزن والطول المثالي والمقاس الأنسب، ستخرج الموضة من هوة الهوس واختزال كل التاريخ الإنساني في المظاهر، إلى محاولة رواية قصة كل شخص في صورة كما هي بطريقة أصلية دون الحاجة إلى تعديلها أو وضعها في قوالب بعينها تنزع عنها اختلافها.
ومن خلال استعراض الحكايات المختلفة للعارضات والعارضين والمصورين عن التنوع الذي يتغلغل في قلب صناعة الموضة والأزياء، يمكننا القول أن مفهوم الجمال بدأ يتغير إلى محاولة التعبير عن الجمال بطريقة تلائم كل شخص، كما قال أوسكار وايلد أن الجمال يكمن في عين الناظر، فالموضة هي قبل كل شيء فن التغيير، الذي يبدأ اليوم من محاولة تقبل واحتضان الاختلاف.
Timeless Beauty المتاح على منصة شاهد، من تأليف ماريان روزنزويج، وبطولة يازيمنا روسي، فيليب دوما، كاثرين لوي ودافني سيلفي، وتتولى MAD Solutions مهام توزيع الفيلم في العالم العربي. حصل الفيلم على العديد من العروض في المهرجانات الدولية حول العالم ومنها مهرجان لي آركس للسينما الأوروبية (بورغ سانت موريس – فرنسا)، مهرجان سياتل السينمائي الدولي بأميركا، مهرجان تالين بلاك نايتس السينمائي في إستونيا، مهرجان قوانغتشو الدولي للأفلام الوثائقية في الصين، ومهرجان صوفيا السينمائي الدولي في بلغاريا.