موقع فن شو
مقالات مشابهة
كتبت ريهام مصطفى
اشتهر عن القصور الملكية في وقت من الأوقات أنها كانت تحمل بين طياتها الكثير من الأسرار، وكان من بين بطانتها أكبر منابع الفساد،الذين كانوا يستغلوا عملهم بالقصر الملكي أو قربهم من الملك، وهذا ما تم الكشف عنه فيما بعد ٢٣ يوليو ١٩٥٢.
فقد تم الكشف عن أن هناك من خدم الملك ما كان يحسب لهم الوزراء ألف حساب، وفي التقرير التالي سوف نستعرض قصة واحد من هؤلاء والذي بدأ كسائق للملك ثم ترقى لرتبة عميد بأمر مباشر من الملك فاورق، إليكم القصة:
هو السائق “محمد حلمي حسن” نوبي الأصل، يحمل الشهادة الابتدائية، كان يعمل سائقاً في الجيش الانجليزي حتي عام 1919، وفي عام1922 نقل إلي مصلحة الركائب بالقصر بمرتب قدره ستة جنيهات وستون قرشاً، وظل كذلك حتى تولي فاروق المُلُك، فتم ترشيحه لتعليم الملك الصغير قيادة السيارات، وبين عشية وضحاها وبمرور الوقت أصبح أشبه بمدير القصر.
من هنا صعد “حلمي” من مجرد سائق الملك الخاص إلي مراتب الضباط حتي وصل إلي رتبة عميد، مما آثار ضجر الضباط الذين تسائلواعن سر هذا التحول الفجائي من سائق إلي مرتبة الضباط العظام.
وفي السنوات الأخيرة من حكم الملك فاروق، اعتاد فاروق أن ينصت لهذا السائق باهتمام فكان يقرأ المشهد من خلال رؤية هذا السائق ويتابع الأخبار والأحداث من خلال وجهة نظره.
وفي شهادة السكرتير الخاص بالملك أمام محكمة الثورة قال إنه لم يكن له اتصال مباشر بالملك لأن الاتصالات كانت تتم عن طريق محمدحلمي “هذا السائق“.
وكشفت التحقيقات أنه حقق خلال فترة عمله مع الملك ثروات طائلة بلغت أكثر من مائة ألف جنيه في عقد الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وكانت ثروة زوجته تقدر بما يزيد عن سبعين ألف جنيه تقريبا موزعة بين أراضي وعقارات وأسهم وأموال سائلة، وذلك بخلاف الأموال التي سجلها باسم أولاده.
وعندما سئل عن مصدر هذه الأموال أثناء محاكمته، أجاب بأنها منح وعطايا من الملك، ومن ملوك الدول العربية، واكتفت محكمة الثورة بتجريده من الرتب العسكرية، ومصادرة أمواله، وأموال زوجته التي زادت خلال فترة عمله مع الملك فاروق، وبذلك سطر السطر الأخير في كتاب سائق بقوة محمد حلمي حسن.
