كتبت ريهام مصطفى
بمناسبة إعادة عرض المسلسل الرمضاني “القاهرة كابول” على شاشة التلفزيون مرة أخرى، وجدنا أن الفرصة سانحة لكي نتعرف على تاريخ “كابول” فنيا، فلم تكن المرة الأولى لاستغلال الأوضاع ومجريات الأمور هناك فنيا، فذلك المكان وما يحويه من أحداث كان مادة خصبة عالميا منذ الحرب الأفغانية السوفيتية الأمريكية، وإن كان مسلسل “القاهرة كابول” انفرد كأول عمل درامي عربي يحاكي الواقع حاليا هناك.
وبالرجوع للوراء نجد أن الراحل “عمر الشريف” قد سبق “طارق لطفي” وقدم نموذج آخر برؤية مختلفة عن كابول بما يتناسب مع التوجيهات العالمية وقتها.
وفي هذا التقرير سوف نرصد الفروق بين “الشيخ رمزي” في القاهرة كابول، وبين الفارس الأفغاني “أوراز” في الفيلم العالمي “الفرسان“:
شتان الفرق بين البارحة واليوم، فكما وثّقت السينما العالمية حال الأفغان سابقا على أنها الجانب المستضعف الذي يحارب بضراوة قهرالعدوان السوفيتي، تدور الدوائر ويتجرع العالم بأسره مرارات تطرف الفكر من حيث دافع الأمريكان في أفلامهم.
ففيلم الفرسان the horsemen أول من تبنى قضية عرض بطولات المحاربين الأفغان وجهادهم ضد السوفيت وذلك قبل أن يتحول أمريكى سوفيتي، فلعب فيه الراحل عمر الشريف دور أحد الفرسان الأفغان يدعى “أوراز“، والذي يتعرض لبتر أحد ساقيه، الفيلم منإنتاج عام ١٩٧١.
أما مسلسل القاهرة كابول، فكان يعتبر النواة الحقيقية لعرض المشكلة الحقيقية في أفغانستان، فعلى الرغم من أن هناك مسلسلات نوهت عن المشكلة التي نواجهها بسبب التطرف هناك مثل مسلسل باب الخلق، ومسلسل أبو عمر المصري، ألا أنها جميعا نوهت عن الفكرة دون التدخل في عمق الموضوع، وهذا ما تم حله في تلك التجربة، فتدور قصة المسلسل حول ثلاث شخصيات محورية ترصد المؤمرات التي تدارمن هناك ضد المنطقة العربية عموما ومصر خصوصا، وهم كالتالى: شخصية الشيخ رمزي الذي قام به طارق لطفي، وهو الذي تعاون مع المنظمات الجهادية والاستخبارتية حتى أصبح أمير المؤمنين، وشخصية الضابط الذي يلاحق هذا الإرهابي بصفة خاصة ويطارد الفكرالإرهابي بصفة عامة، وهو من لعب دوره “خالد الصاوي“، وهناك شخصية الإعلامي الذي يرصد ما بين الاثنين، وهو من جسده “فتحي عبدالوهاب“، وذلك غير شخصية المخرج الذي كان يحاول أن يُخرج صورة أقرب ما للحقيقة من وجهة نظره حتى لاقى حتفه مقتولا في غير بلده،وهو من قام بدوره “أحمد رزق“.
فإن كان “عمر الشريف” قدم نموذج لفارس أفغاني مغوار، فقد قدم “طارق لطفى” أيقونة للفكر الإرهابي متمثلة في الشيخ رمزي، وكلاهما نبعا من نفس المكان لكن هذا ما أحدثه اختلاف الزمان!