بقلم- سيد محمود
ما كنت أتمنى أن يصل الوضع بالطالبة حنين حسام الى هذه الدرجة،فالحكم على طالبة تعاملت مع تطبيق يتعامل معه الملايين بشكل غير أخلاقى ،كان يستوجب عقاب عائلى ،بمعنى أن يتم إستدعاء أسرتها من قبل الجامعة، ويتم التحقيق معها أيضا فى مجلس تأديب الجامعة، وأن تتعهد بحذف كل الفيديوهات، وحسابها من تطبيق” تيك توك” .
وإن كنت من أوائل من شعروا بالإحباط لما وصل اليه حال بعض شبابنا، أولاد وبنات،إذ إن هناك حالة تصارع وليس تسارع مع التطبيقات الحديثة التى تستخدم من شبابنا بغير وعى ، وغدراك لخطورتها فيما بعد ..
وأظن وهذا ما تسرب الى من متابعتى لهذه القضية إن السبب فى وصول هذه الطالبة الى هذا المستوى من الشهرة هو السعى وراء الثراء ،لأنها رأت فى ممثل أصبح مليونيرا ،بعد أن كان يبحث عن دور كومبارس ،ورأت مغنيا أصبح يركب السيارات الفارهة ، ويسكن فى القصور ،بعدما كان يتسول وصلة ب600 جنيه فى فرح شعبى ..
هى من جيل فاقد للقدوة،فاقد للتوعية الصحيحة، لأن جامعاتنا تهتم بالمحاضرات،والكورسات، وحتى المدارس التى تسبق الجامعات،لم تعدبها حصص للتوعية، الطالبة مغلوب على أمرها، رأت إنها قد تصبح من الأثرياء فى يوم وليلة من هوس التطبيقات الحديثة ،وما حدث لشخصيات تحولت فى يوم وليلة من كومبارسات الى نجوم،ومن برامج على تطبيق بالإنترنت الى نج يحصد الملايين .
هوس الشهرة، والثراء السريع ضرب معظم شبابنا، ومن ثم هى تحتاج الى تعامل خاص، وردع هادىء.
أثارت لغطا، والعقاب واجب، ومشكلتها إنها وقعت فريسة عرورها، وطمعها فى أن تحصد الملايين،ولما لا وهى ترى شباب يركبون السيارات الفقارهة،ويسكنون الفيلات،لكنها وقعت فريسة هذا الغرور.
وإن كنا سنعاقب هذه الفتاة ، فلنضع كل هذه التطبيقات المستغلة لشبابنا وبناتنا تحت رقابتنا، وقد يكون ما حدث تنبيه للأسر المصرية،كلنا يعلم أن رقابة الأسر لم تعد مثلما كانت من قبل، فبعض الأسر أصابها التفكك،وهو واقع،وبسببه خرج الأبناء عن الطوق،ولا يجب أن ندس رؤوسنا فى الرمال، وندعى أننا جميعا نفرض قيودا صارمة على أبناءنا ،القيود الصارمة لها أضرارها ، ولكن الأزمة فى التنشئة ، منذ البداية،وإن كان الطفل يشب وهو يلتقط ملوثات من المجتمع قد تكون من قرناء السوء فى المدرسة،أو من السوشيال ميديا ، أو من الصداقات وهو يتعاطى الدروس الخصوصية .
حنين حسام، الطالبة بجامعة القاهرة، متهمة ببث فيديو للتحريض فيه على الفسق والفجور..هى لا تعلم بعد ما بثته،رأت فيما تبثه فرصه للثراء السريع،وعلينا أن نتعامل معها كضحية فى البداية،وأن نجعل من حادثتها نموذج للتوعية،هى ما زالت غيرمدركة لتبعات ما تفعله،فتاة رأت فى نفسها قدرة على جذب المتابعين،وأن تصبح نجمة فى يوم وليلية..فعلت ،وقد يكون من هم مقربون منها سعداء بأنها أصبحت نجمة لها الاف المتابعين .
وهنا أناشد الدكتور محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة، بعد قرره إحالة “حنين حسام” الطالبة بكلية الآثار، إلى التحقيقات، بالجامعة لقيامها بسلوكيات تتنافي مع الآداب العامة والقيم والتقاليد الجامعية..مراقبه سلوك الطلبة،وأن تكون هناك بعض دروس التوعية حتى من خلال محاضرات أو سكاشن بأهمية مراعاة عاداتنا وتقاليدنا ..ولو خمس دقائق قبل كل محاضرة .