موقع فن شو
مقالات مشابهة
أطلق الفنان عزيز مرقة اغنية جديدة بعنوان”داليا” من رحم الحجر المنزلي على قناته الخاصة بـ “يوتيوب” التي تدعم المراة ومناهضة الزواج المبكر للقاصرات بأسلوب تشويقي انساني مميز .
قام عزيز باستثمار وقته في المنزل ليعالج إحدى القضاياها الشائكة وهي “الزواج المبكر للقاصرات” فبعدما كانت المرأة موضوع أعماله الموسيقية بمعظمها، من خلال أغانٍ ذات منحى رومنسي لاقت نجاحاً واسعاً في الأوساط الشبابية مثل “هي”، “مين قلك”، و”ما في منك”، يُخرج عزيز مرقة اليوم حكاية “داليا” من الحلم وواقع “كتابها المكتوب”، في قصة مختلفة تماماً “بتكتبها بإيدها هي”، ليطلق بالتعاون مع جمهوره ومحبيه صرخة إجتماعي: “حلّو عن داليا!”.
وعن كيف يمضي منتج ومُغنٍّ وكاتب موسيقي وقته قال عزيز : “مثلي مثل غيري يجب أن أستعمل الموارد الموجودة عندي في المنزل، وكل ما لديّ حالياً هو استديو وبيانو، لذا أكتب أغانٍ، وأخرج بأفكار جديدة والموسيقى هي فرصة لأجعل المتابعين يشاركون حتى في الأغاني التي أعمل عليها، سواء بالرسم أو بطرح الأفكار”.
وعن حلم “داليا” يقول مرقة :”بدأت من حلم في وقتٍ سابق .. حتي استيقظتُ صباحاً، وجلست أمام البيانو، وبدأت بعزف الموسيقى التي سمعتها في الحلم. وشعرت أنها تعبّر عن حالة خاصة. وتركتها وقتذاك جانباً، وقلت إن وقتها سيأتي”.
وعن سر اختيار “داليا” تحديدا يوضح مرقة :”عندما كنت أحضُر حفلات زفاف، وأسمع ‘تلولحي يا دالية‘، كان هناك أمر ما يستفزّني بهذه الأغنية، وكنت أشعر أن الناس يردّدونها على وقع الموسيقى الإيقاعية من دون التفكير بعمقٍ في معناها”. ويشرح عزيز: “كنت أتخيّل ورقة العنب وهي تتمايل بكل خفة بينما يتلاعب بها الهواء، وكنت أشعر دائماً بأن نظرتنا إلى المرأة تتسم بالخفة…”
داليا في أغنية عزيز هي فتاة الغد، وهي ابنة امرأة تزوّجت بحسب تقاليد محيطها الاجتماعي في سن مبكرة جداً: “امرأة لا تعرف واقعاً مختلفاً عن بيئتها، تزوّجت بسعادة من دون أن تشعر بأنها مظلومة، وأنجبت داليا”. وبما أن الأهل كثيراً ما يرغبون بتكرار تجربتهم مع أبنائهم وبناتهم، ها هي داليا الصغيرة تكبر، لتصبح فتاة فضوليّة ثائرة، تريد أن تحبّ وتبحث عن فارس الأحلام، وتنفتح على الحياة وتختبر السفر والاستكشاف والمغامرة”. لكنها تصبح بدورها ضحية محتملة لزواج القاصرات، وهنا يأتي دور الوالدة: “إما الدفاع عنها، وإما أن تقنع ابنتها بضرورة العيش بالطريقة عينها واتباع النهج نفسه…”
تفاعل مثمر
وفي وقتٍ ما زلنا نسمع عن قضايا فتيات يقوم أهلهن بتزويجهن قبل السن القانونية، يخشى عزيز في ظل الوضع الراهن، والظروف الاقتصادية الصعبة التي سيعاني منها كثيرون بعد انتهاء أزمة وباء كوفيد-19، من إقبال متزايد على تزويج القاصرات للتخفيف من وطأة الكلفة المعيشية لذا يوح قائلا : “شعرت أن الوقت مناسب لأطلق هذه الأغنية، وأشاركها مع المتابعين جميعاً، وخصوصاً المؤثرين منهم لكي يسهموا في نشر الوعي. قد يكون هذا الوقت الأنسب للحديث عن هذا الموضوع”.
طلبَ عزيز من متابعيه أن يرسموا داليا، ففاقت النتيجة توقعاته وقال: “كنت أتوقع رسوماً بسيطة بقدرات متواضعة؛ المفاجأة الأولى تمثلت في أنهم بدأوا ينادون على أصدقائهم الفنانين والرسامين والمبدعين، ويطلبون منهم المشاركة في هذا العمل. وكان الإقبال كبيراً جداً، إذ تلقينا مئات الرسومات خلال يومين او ثلاثة. وما فاجأني أكثر أنهم عبّروا بشكل مرئي عن الأغنية، من خلال أفكار خلاقة وعميقة لم تكن لتخطر على بالي، وهو ما جعلني أشعر أنني محظوظ لأن لدي متابعين بهذا المستوى من الإبداع”.
وبعد حملة #لا_للتنمّر قبل نحو عامَين، يتبنى عزيز قضية إجتماعية جديدة، قد يعتبرها البعض شائكة، فهل يخشى ردود فعل قد تستهدفه شخصياً؟ الجواب يأتي صريحاً ومباشراً: “أفضّل التعامل مع الانتقادات مهما كان نوعها، على أن أندم على عدم التعبير عن فكرة ما، وخلال السنوات الماضية بتُّ أتمتّع بخبرة كبيرة في التعامل مع الإشاعات وحملات التشهير، وتعلّمت أنها جزء من حياتي وخياراتي”.
بعد داليا… كلمتين!
داليا التي تبصر النور اليوم عبر “يوتيوب” وقنوات التواصل الإجتماعي، على أن تخرج لاحقاً إلى أثير الإذاعات والمنصّات الإلكترونية المتخصّصة، ليست بطبيعة الحال العمل الوحيد على أجندة المنتج الموسيقي الذي يمضي جزءاً كبيراً من وقته في المنزل أمام البيانو. وهو على ما يقول في حالة “عصف ذهني”، تحضيراً لإطلاق أغنية “كلمتين” التي ستغوص من جديد في الواقع الإجتماعي والنفسي للناس: “أحضّر منذ أكثر من سنة لهذه الأغنية التي تتناول موضوع السلامة الذهنية بأسلوب أفخر فيه، مع فيديو تم تصويره قبل أزمة فيروس كورونا. هذا سيكون مشروعي المقبل الذي اتمنى أن يساعد الكثير من الناس ممّن يمرون بتجارب صعبة على عقولهم وقلوبهم”.
ويواصل عزيز كعادته التفاعل مع متابعيه على مواقع التواصل الإجتماعي قائلا: “من يعرفني يعرف أنني لو استطعت لزرت كل متابعٍ في منزله. نحن اليوم جميعاً نتواصل عبر الانترنت، وسأصل إلى منازل الناس من خلال الشاشة، في انتظار أن تعود الأمور إلى طبيعتها وأزورهم في مدنهم”. وفي الانتظار، رسالة من الموسيقي الشاب إلى محبيه، تدعو إلى التركيز حالياً على داليا، ومن خلالها على قضية تمكين المرأة العربية، والحدّ من ظاهرة زواج القاصرات: “آمل ممّن يستطيع، أن نطلق سوياً حملة من خلال هذه الأغنية للمساهمة في التصدي لهذه الظاهرة، والحدّ من وقعها السلبي على مجتمعاتنا”.
وختاماً، وباختصار، وبحسب الكلمات المعبّرة ببساطتها للأغنية:
“والله البنت لساتها صغيرة
خلوها تعيش هالحياة
من أولها للنهاية هالقصة قصة داليا
بتكتبها بإيدها هي… حلو عن داليا!”
