كتبت ريهام مصطفى
مسرحية “أهل الكهف” كانت بداية لنشأة تيار مسرحى جديد، عرف وقتها بـ«المسرح الذهنى»، وهو عكس المسرح التقليدى في كونه غيرقابل للأداء المسرحي بسبب صعوبة استيعابه من قبل الجمهور، فهو معد على أن يكون مقروءًا وليس للعرض المباشر.
تدور مسرحية «أهل الكهف» للكاتب توفيق الحكيم حول مدى تأثير عامل الزمن على الإنسان، وأنه هو العامل الوحيد القادر على طمس معتقدات أو حتى هوية إنسان بسبب ما يخلفه من آثار، في أربع فصول، تدور حول وزيري الملك “دقيانوس” وهما مشيلينا، ومرنوش، اللذان قرارا الهرب من الملك والاختباء داخل أحد الكهوف ومعهم راعي الغنم “يمليخا” مع كلبه الذي يدعى “قطمير“، وينامون فيه لمدة ثلاثة قرون،ويستيقظون فى زمن آخر، لينصدموا بأن حياتهم السابقة بتفاصيلها قد انتهت، فيشعروا بالغربة والوحدة فى العصر الجديد الذي استيقظواعليه، فيقرروا العودة مرة أخرى إلى الكهف مفضلين الموت على حياتهم الجديدة.
وفي الرواية تحليل للعواطف في هدوئها، وفي ثورتها، فمثلا سلطت الأحداث الضوء على الوزير مشلينيا، الذي كان قبل أن يرقد في الكهف٣٠٩عام، كان يحب بريسكا متبناة الملك دقيانوس، وبعدما فاق من الكهف وأحياه الله، قابل في القصر بنت الملك والتي كانت تحمل نفسالاسم، فاعتقد إنها حبيبته، وأن الزمن هو ما أضفى عليها كل تلك التغيرات المعنوية والمادية.
أخذ “توفيق الحكيم” رواياته مما ورد فى القرآن الكريم عن قصة أهل الكهف، ثم أضاف إليها صبغة من الدراما والخيال ليكتمل أركانها كعمل فنى أسلوبه بسيط، واختار لمسرحيته أسماء شخصيات خفيفة على السمع.
ومنذ فترة ليست ببعيدة تم تداول بوسترات رسمية عن فيلم “أهل الكهف” المأخوذ عن رواية “توفيق الحكيم“، ويذكر أن فكرة فيلم “أهل الكهف” كانت ستنفذ أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، ولكن عدد كبير من المنتجين كانوا يخشون استكمال الفكرة بسبب مصاريفها وتمويلها إلى أن قرر المنتج “وليد منصور” تقديمها.
والذي قام بالمعالجة السينمائية للرواية الأصلية هو الكاتب أيمن بهجت قمر، وإخراج عمرو عرفة، وإنتاج وليد منصور.
وعند استضافة برنامج Et بالعربي للمنتج “وليد منصور“، وسؤاله عن الفيلم وأبرز الاختلافات بينه وبين الرواية المكتوبة قال:
“أهل الكهف عمل ضخم.. ومتوقع أنه سيكون من أهم الأعمال السينمائية التي طرحت خلال آخر ٢٠سنة.. وأن أقرب أجواء للديكور وزمن الأحداث الذي يصوروا فيه هو فيلم جلاديتيور، لذا ٧٠٪ من مشاهد الفيلم ستصور في الخارج.”
وعن أوجه التشابه والاختلاف بين الرواية المكتوبة وأحداث الفيلم، فذكر” وليد منصور” أن الأحداث تدور في كلاهما حول فكرة هروب كلا من قادة الجيش الجنوبي والشمالي.. إلى الكهف وقد حدد الفيلم عددهم بستة أشخاص مع الكلب، بالإضافة إلى شخصية الراوي التي أضيفت للفيلم ويجسدها الفنان محمود حميدة.. و بيخرجوا بعد ٣٠٩عام ليجدوا عالم آخر وملك آخر وهنا تم تناول الأحداث بشكل آخر.
وجدير بالذكر أن من ضمن الأحداث صراعات تدور بين الفنان “خالد النبوي” والفنان “صبرى فواز“، الذى يجسد دور وزير شرير يحرضعلى القتل والفساد، وفى نهاية الأحداث يقوم بقتله بطل العمل؛ ليأخذ بثأر الجميع.
الفيلم من بطولة خالد النبوي، غادة عادل، محمود حميدة، صبري فواز، مصطفى فهمى، محمد فراج، عمرو عبد الجليل، أحمد فؤاد سليم،ريم مصطفى، صبرى فواز، الفنان الكبير عبد الرحمن أبو زهرة، الفنانة الشابة هاجر أحمد والنجم ماجد المصري، والمعالجة السينمائية أيمن بهجت قمر، إخراج عمرو عرفة، إنتاج وليد منصور