كتبت: ريهام مصطفى
يصادف اليوم ذكرى ميلاد السندريلا “سعاد حسني“، التي ظلت حياتها مليئة بالأسرار، وظل سر رحيلها غامضا، وكأنه توارى عن الأنظاربرحيلها، ولعل السر الأكثر إثارة في حياة السندريلا، هو إطار العلاقة التي جمعتها بالعندليب فتارة يقال حب، وتارة يقال زواج، و هؤلاء يذكرون أنه زواج عرفي، و هؤلاء يؤكدون إنه كان زواج شفهي، لكن مابين القيل والقال نكاد نجزم بأن هناك مشاعر حب متوهجة جمعت كلامن الطرفين، لم يتسنى لنا كجمهور أن نراها على الشاشة بسبب عدم التقائهما في عمل سينمائي رومانسي يضمهما، لكن هذا لا يعني أنه ليس هناك بينهما تلك المشاعر، وإذا كان العندليب أبدع أمام “زبيدة ثروث” في فيلم يوم من عمري.
فلك أن تتخيل في أن تلك المشاعر التي روجت لإشاعات القيل والقال بين سعاد حسني وعبد الحليم توجت بفيلم، وفي ذلك التقرير سنكشف عن تفاصيل ذلك الفيلم الذي لم يكتمل:
وفق ما جاء في كتاب “حليم و أنا“، الذى كتبه طبيب عبد الحليم الدكتور “هشام عيسى” كتب أنه في أوائل سنة 1972 كتب سيناريست إيطالي يعيش فى مصر، سيناريو فيلم لحليم بعنوان «وتمضى الأيام»، كانت عبارة عن تمصير وتحديث لرواية «غادة الكاميليا».
أعجب بها “حليم” جدا، ووجد فيه فرصة ليشبع بها رغبة طالما راودته، ألا وهي تقديم فيلما شديد الرومانسية، تلعب فيه “سعاد حسنى” دورالبطولة أمامه، وبذلك يقدم للجماهير ثنائيا كانوا متشوقون لرؤياه سويا في عمل.
واسترسل الراوي في حكايته قائلا:
“أخذ حليم يبحث عن مخرج للفيلم فاقترحت عليه المخرج «يوسف شاهين»، فلم يتردد عبدالحليم فى إسناد الفيلم إلى يوسف شاهين، وعندماحضر يوسف شاهين إلى منزل حليم عقب مكالمة تليفونية منه شرح له فيها رغبته في العمل معه.”
وتابع الراوي مستطردا:
“أسفر هذا اللقاء على اتفاق بأن يوسف سيأخذ السيناريو لتعديل بعض الأشياء فيه، وكأن شاهين لم يستطع أن يتنازل عن وضع بصمته حتى لو كان يخرج فيلما للعندليب.”
ومضت شهور قبل أن يرسل يوسف السيناريو المعدل إلى حليم، وهنا كانت المفاجأة فقد وقعت “سعاد حسني” ضحية لعبقرية “شاهين” ورومانسية” “العندليب“، وكأن القدر أقسم على ألا يجمعهما أبدا حتي ولو كان بمجرد عمل أمام كاميرا.
فالمعروف عن “حليم” رفضه لتيار اليسار المصري، وهنا كان مربط الفرس، حين أضاف “يوسف” إلى السيناريو قصة شخصين هما صديقاالبطل ولهما عليه أكبر التأثير، أحدهما شاعر شعبى اسمه “أحمد فؤاد نجم” والآخر مغن كفيف اسمه الشيخ إمام.
انطلق “حليم” يمزق السيناريو “قائلا: المجنون ـ يقصد يوسف شاهين ـ جايب لي اتنين شيوعيين يعلموني الوطنية“، وهنا تبدد الحلم برؤية السندريلا أمام العندليب في فيلم رومانسي يشبع شغف الجمهور برؤيتها سويا.