كتبت ريهام مصطفى
حجز الفنان “يوسف الشريف” لنفسه مكان بمسلسلات ذات طابع الاثارة والغموض، وطرح الأفكار الغير تقليدية والغير معاصرة، فمنها من لاقت إقبال جماهيري، ومنها من لاقت هجوم، ولمن لا يعلم ف“يوسف الشريف” لم يكن هو أول من طرح أفكار غير تقليدية، فقد سبقته المنتجة “آسيا داغر” في الثلاثينات.
فقد حاكت فكرة الموت وإعادة الحياة التي شغلت الأدباء و المفكرين، وصارت مادة خصبة لتأليف الروايات ونسج الحكايات، بطريقة مختلفة،ولعل أشهر القصص في ذلك الموضوع هو رواية فرانكشتاين، الذي كان يسعى فيه بطل الحكاية إيجاد إكسير الحياة، فخلق من وراء أبحاثه مسخ دمر حياته، وتلك القصة لاقت استحسانا، حتى جُسدت أمام الشاشات من خلال إنتاجها في السينما العالمية.
وفي عام 1934 طورت “آسيا داغر” من تلك الفكرة لتقدمها في فيلم مصري في إطار رومانسي بفيلم “عيون ساحرة“، من تأليف وإخراج أحمد خلال، وشارك أيضا في بطولته مع آسيا داغر وماري كويني.
يحكي الفيلم قصة علاقة حب نشأت بين المطربة دليلة وسامي، ولكنها سرعان ما انتهت تلك العلاقة بعد أن مَل الأخير منها، فتشتعل ثورة دليلة وفي خلال مشادة بينهم في السيارة يقع لهما حادثة تنجو منه دليلة ويموت سامي، فتتجه دليلة نحو السحر وتحضير التعاويذ لتعيد سامي للحياة عن طريق فتاة فقيرة عذراء تمتزج روحها بروحه، من خلال تنويمها مغناطسيًا بواسطة دليلة، لكن بعودة روح سامي في جسدالفتاة الفقيرة، ترتبط روحه بتلك الفتاة ويقع في حبها مما يجعلها في النهاية تنهى السحر.
وعلى الرغم من أن الفكرة بمعايير وقتنا المعاصر تعد بسيطة للغاية، إلا إنها في ذلك التوقيت كانت طفرة غريبة وفكرة جديدة غير مألوفة،لدرجة أنه تم رفضه من قبل الرقابة الإدارية ومن الأزهر الشريف وشيخه ” محمد الأحمدي الظواهري” أنذاك؛ لكون الفيلم يتطرق لفكرة الروح والموت وإعادة البعث، بالتالي اعتبروه يطرح أفكار وآراء جدلية عن الموت.