كتبت : ريهام مصطفى
“أصبحت الحياة غير قابلة للتحمل …سامحوني“، تلك كانت آخر كلمات الحورية الراحلة “داليدا“، ظلت لعقود متربعة على عرش الغناء بفرنسا، وكانت لا تتواني عن كسب قلوب معجبيها حتى لو اضطرها الأمر إلى الغناء بلغات أخرى، ميلادها كان بمصر، ووفاتها كانت بفرنسا، ولدت بحى شبرا، وحازت علي لقب ملكة جمال مصر عام ١٩٥٤، ثم غادرت إلى باريس، يوافق اليوم ذكرى ميلادها، وسنحاول في ذلك التقرير سرد لعنة الانتحار التي ظلت تطاردها في أزواجها أولا حتى وصلت لها بالنهاية، وتفاصيل أيامها الأخيرة، وسر فتح خزانتها بعد٣٠عام على وفاتها:
ذكر الجمهور كلمته الأخيرة عندما فضل داليدا المطربة على الممثلة، ثم أصبحت مكانتها تهتز عند جمهورها في السنوات القليلة قبل وفاتها بصعود نجوم شباب قدموا نوعية جديدة من الموسيقى مختلفة عن ما تقدمه داليدا، ورغم شهرتها وثروتها وجمالها إلا أن حياتها الخاصة كانت أشبه بمسرحية مأساوية، خيم على فصولها آلالام الفراق والانتحار.
فأول أزواجها تزوجته عن حب عميق ظل حديث المدينة وقتها، وبعد كل تلك المشاعر الفياضة، تركته داليدا بعدما ظنت أنها وجدت حب عمرهامع شخص آخر غيره كان رساما، الذي تركها فيما بعد وتزوج بأخرى وأنجب منها، لكن المصادفة تكمن في أن زوجها الأول انتحر وأطلق على نفسه النار بعد فشله في زواجه الثاني وفشله في الرجوع إليها، ثم تعرفت داليدا بعدما تركها الرسام بمغني إيطالي دعمته حتى يصبح نجم، لكن باءت كل المحاولات بالفشل مما أدى به الحال إلى انتحاره، وكانت هي أول من رأت جثته وهو مغطى بالدماء، ولما تمكنت من نسيان الماضي أحبت رجل آخر لكنه هو أيضا توفي منتحرًا!
وما يزيد الأمر سوءا هو أن داليدا حملت ذات يوم، فقررت أن تجهض نفسها من أجل أن تحتفظ بجمالها وشعرت أنها لازالت صغيرة والمستقبل أمامها، وبعد مرور السنوات وعندما قررت أن تنجب أخبرها الأطباء بأنها أصبحت عاقر بسبب فعلتها.
كل هذا أثر بالسلب على نفسيتها، فذكروا المقربين لها عن حالتها النفسية في أيامها الأخيرة فقالوا:
“بدأت معنوياتها تتراجع شيئا بشئ.. بدأت لا تهتم بحالها ولاتنسق ملابسها ولا تهندم شعرها و اعتادت على لبس الأسود فقط.. وبعد تجاوزها سن الخمسين ازداد لديها انطباع أنها ستظل وحيدة وأنها لن تستطيع بعد الآن أن تقع في الحب.. وصل بها الحال أنها كانت شبه غائبة لا تسمع حديث من يتكلم.. وعندما كانت تذهب للمطعم التي كانت معتادة على تناول عشائها به كانت تجلس على طاولتها ثم تنهمر في البكاء حتى ذكرتها صريحة: تجتاحني رغبة بإنهاء حياتي.”
وفي سنة ١٩٨٧ يوم ٣ مايو وجدتها خادمتها ملقى على سريرها بسبب تناولها جرعة زائدة من الأقراص المنومة وإلى جوارها رسالة كتبتفيها :
” Life has become unbearable … forgive me”
تم دفنت داليدا بمقابر Cimetiere de Montmartre في باريس وقد تم صنع تمثال لها على القبر بنفس الحجم الطبيعي لها .
وبعد وفاتها ب ٣٠عام تم فتح خزانتها، لعرض ملابسها في إحدى معارض باريس، ولم يقف الأمر عند حد الملابس فقط، بل شملت مجوهراتها ومقتنياتها الثمينة.