كتبت ريهام مصطفى
قد يتخيل البعض أن ارتداء الكمامة صار أمرا ضروريا في ذلك العصر فقط، وذلك بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، لكن هناك واقعة شهيرة حدثت في الأربعينيات وثقتها “مجلة الكواكب“، وهي إحياء مطرب مشهور وقتها حفلة وهو مرتديا للكمامة، وفي هذا التقرير سنتعرف على تفاصيل تلك الواقعة:
فى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1954 نشرت المجلة موضوعاً بعنوان ” غناء على رصاص الصعيد“، ترصد في تلك العدد الصعوبات التي قابلها مطربي ذلك الوقت عند إحيائهم الأفراح والمناسبات وبالأخص في الصعيد، ومن ضمن المطربين الذين سردوا قصصهم مع تلك الصعوبات، هو المطرب “إبراهيم حمودة“، وهو ممثل ومطرب مصري شارك في العديد من الأعمال أغلبها في حقبة الأربعينيات، اختارته الفنانة “أم كلثوم” ليشارك أمامها في فيلم “عايدة“، لكنه ابتعد عن العمل الفني بعد إصابته في حادثة سيارة.
حكى “إبراهيم حمودة” الموقف الذي تعرض له، وتسبب في إحياء حفله وهو مرتديا الكمامة، قائلا:
“اعتدت على الذهاب لإحياء الأفراح ومعي كمامة تحسباً للغارات الجوية ومن آثار غازاتها التى عانت منها مصر أثناء الحرب العالمية الثانية أي خلال تلك الفترة، وفي إحدى الليالي التي كنت ذاهب فيها لإحياء إحدى الأفراح، وأثناء انسجامي فى الغناء أعلنت صفارات الإنذار وقوع غارة جوية فأطفئت الأنوار، وسارعت في ارتداء الكمامة، وجرى الجميع إلى أقرب مخبأ للاحتماء من الغارة حتى أعلنت صفارات الأمان انتهاء الغارة الجوية، وتم استئناف الحفل.”
لكن عاد “حمودة” وهو مرتديا الكمامة، وأصر على عدم خلعها، رغم محاولات صاحب الفرح إقناعه بأن الغارة انتهت وعليه أن يخلعها، ولكنه أصر أن يغنى وهو يرتديها خشية أن تقع غارة مفاجئة فلا يستطيع ارتداء الكمامة بسرعة.