موقع فن شو
مقالات مشابهة
بقلم ريهام مصطفى
منذ افتتاح الإذاعة المصرية عام 1934، ومصر معروفة بتاريخها الزاخر في الدراما وإنتاج المسلسلات الإذاعية و التلفزيونية، سواء التيكانت تبُث على المستوى المحلى أو على مستوى المنطقة العربية.
لكن تشهد تلك الفترة تنوع في الدراما المقدمة، فبعد ما كان التنوع يقف عند حد تصنيف المسلسلات من حيث نوعها كدرامية مثلا أو كوميديةأو تاريخية أو دينية أو رومانسية أو إجتماعية أو حتى بوليسية.
صار هناك تنوع آخر، وتصنيف بشكل مختلف، فصار هناك مسلسلات درامية طويلة أو مسلسلات ذات القصص المنفصلة، وفي هذا التقريرسنهتم بمسلسلات القصص المنفصلة أو ما يسمى ” بدراما المنفصلة المتصلة” .
ولعل تلك النوعية شهدت مؤخرا تنوعا ملحوظا عن بداية ما قدمت به، فعلى الرغم من عدم اعتياد الجمهور عليها في بادئ الأمر، إلا أنتجاربها الأولى كفيلة أن تعلق الجمهور بها، فما أجمل البدايات عام ١٩٨٥ مع مسلسل ” هو وهي ” بطولة سعاد حسني ، و أحمد زكي ، ثم تأتي تجربة أروع من خلال مسلسل ” اللقاء الثاني ” عام ١٩٨٨ بطولة “محمود يس” و “بوسي“.
فبعد عرض تلك الأعمال العظيمة، وجدنا أن مسلسلات الحكايات المختلفة خلقت فرصًا كبيرة لصناع الدراما من أجل تقديم موضوعات كثيرة دون التقيد بزمن أو عدد حلقات، أو مط في الأحداث، مما أدى إلى كسر حاجز الملل، فلاقت استحسانا كبيرا من الجمهور.
لتأتي رائعة أخرى من روائع الحلقات المنفصلة المتصلة من خلال مسلسل ” غاضبون وغاضبات ” عام ١٩٩٣ عن قصص كتبها القدير “أنيس منصور” ، وقام بالمعالجة والسيناريو “رؤوف حلمي” ، وقام ببطولتها
“شريف منير” و“شيرين سيف النصر“.
ثم توالت الإبداعات والتي بدأت تتسلل للموسم الرمضاني مثل
مسلسل (بدل الحدوتة تلاتة) ، والتي قدمت فيه دنيا فيه ٣ قصص بأبطال مختلفة، كل قصة عُرضت في ١٠ حلقات.
ورغم أن هذه النوعية من المسلسلات ليست مبتكرة، إنما هي فقط غابت عن سوق الدراما لسنوات طويلة، حتى عادت من خلال مسلسل“نصيبي وقسمتك“، عام 2017، والذي قام ببطولته “هاني سلامة” ، و كانت الأبطال تتغير معه بتغير الحكاية التي كانت تتغير بعد كل 3 حلقات،ثم تغيرت فورمات المسلسل في موسمه الثاني حيث أصبح يعتمد على بطلة مختلفة مع كل حكاية، والحكاية مكونة من 5 حلقات.
وأصبح التنوع لا يقف عند تغيير الأبطال فحسب، فصار لكل قصة مخرج منفصل، مما أتاحت تلك النوعية فرص كبيرة لتصعيد فنانين وفنانات وتقديم فرصة بطولة مطلقة في حكاية من حكايات مسلسل يضم العديد من القصص والأبطال، وكأن العمل في حد ذاته صارماراثون رمضاني مجمع
وإلى جانب ما حققته تلك الأعمال من نجاح جماهيري ملموس، أدى إلى إقبال جهات الإنتاج لتنتج المزيد من تلك النوعية في الأونة الأخيرة.
فقد قال “عمرو محمود يس” ، أحد مفجري العودة لتلك النوعية مع التجديد فيها من خلال قصصه في سلسلة نصيبي وقسمتك :
“أنا الحقيقة سعيد جدا إن سلسلة نصيبي و قسمتك فتحت الطريق أمام النوعية دي من الدراما، والتي بدأ يُفرد لها أعمال… “
وقد ذكرت “حنان مطاوع” ، في آخر لقاء تليفزيوني لها عقب نجاح حكايتها بمسلسل (إلا أنا) :
“أن هناك مخطط بأن يتم إنتاج مسلسل يضم قصص مختلفة، كل قصة تُعرض في ١٠ حلقات، بحيث يتم عرضه طوال السنة، فيكون هذاالمسلسل ملاذ الجمهور من نهاية موسم رمضاني وحتى بداية موسم رمضانى آخر. “
وتشهد تلك الفترة نجاح تجربة جديدة تنتمي لهذه النوعية من خلال مسلسل “إلا أنا“، الذي يعتمد على 6 حكايات، كل حكاية تُقدم قصة ببطلة ومخرج مختلف في 10 حلقات، حيث تم عرض حكايات:
“أمل حياتى” ، بطولة حنان مطاوع ، وبيومى فؤاد ، ونور محمود وإخراج أحمد حسن.
،و“أمر شخصى“، شيرى عادل ، وميدو عادل ، وايهاب فهمى ، وإخراج محمود كامل.
و“ضى القمر“، بطولة كندة علوش ، ومحمد شاهين ، ومحمد علاء، ونهى عابدين ، وإخراج أحمد حسن.
وفي انتظار قصة “بنات موسى” ، بطولة وفاء عامر ، وإخراج محمد أسامة، و “لازم أعيش” بطولة جميلة عوض ، ونجلاء بدر، وأحمد خالد صالح ، وخالد أنور ، وإخراج مريم أحمدى.
وتخوض الفنانة “هنا الزاهد” ، أيضاً تجربة مسلسلات الحكايات المنفصلة من خلال مسلسل جديد من نوعية أعمال الـ 45 حلقة وتدور فكرةالمسلسل في إطار اجتماعي كوميدي، وعبارة عن 9 قصص مختلفة، كل قصة تعرض في 5 حلقات متصلة، ولكل قصة فريق عمل مختلف معوجود هنا الزاهد في جميع القصص بأحداث المسلسل، والذي يضم نخبة كبيرة من ضيوف الشرف، ويكتب المسلسل 8 مؤلفين.
كذلك مسلسل “نمرة اتنين“، الذي يعتمد على نوعية الحكايات المنفصلة، فكل حكاية بمؤلف ومخرج وأبطال مختلفين، وهو عبارة عن 8 حلقاتفقط كل حلقة تتناول قصة مختلفة وكل قصة يقوم ببطولتها نجم أو نجمة فى حلقة واحدة مع مخرج مختلف، ومن ضمن النجوم المشاركين بالعمل:
شيرين رضا، ونيللى كريم، وأمينة خليل، وصبا مبارك، وعادل كرم، وعمرو يوسف، وآسر ياسين، ومنى زكي، وأحمد مالك.
ويتولى إخراج الحلقات كل من آدم عبد الغفار، طارق العريان، تامر محسن، هاني خليفة، هادي الباجوري، محمد شاكر، أحمد النجار،بينما يشارك فى تأليف المسلسل 4 كتاب وهم آدم عبد الغفار، مريم نعوم، وائل حمدي، سارة طيبة، تم تصوير الأحداث في 6 مدن عربيةمختلفة، وهم الرياض، وجدة، والقاهرة، والجونة، وبيروت، ودبى، ويتناول قصصا مختلفة عن العلاقات ومفهوم الرومانسية في المجتمع الحديث.
فهل ستشهد الفترة القادمة نوعية المسلسلات القصيرة علي وتيرة الأفلام القصيرة!
